شعر فراق

في البعاد
وجدتني ابحث عنك
عن قلبك الذي كان يجيد استقبال أحزاني
لأنزف له من جديد كل تفاصيل الحكاية
لأسرد له من جديد كل تفاصيل عشقي حتى النهاية
ولكني لم أستطع الوصول إليه
فوجدتني أعود فأغلق أبواب قلبي عليَّ
ووجدتني لاأنصت إلا لصوت أنيني
ولا أشم إلا رائحة الحزن المنبعثة من أعماقي
ولا أتذوق إلا دمعٌ خلفته التفاصيل النهائية
لحكاية كانت جميلة ؟
امتلئ قلبي بخوف مريع ووحدة تكاد تقضي عليِّ
ويخيل إلي أن لا شئ ما زال على قيد الحياة ؟
وبدأت حكاية جديدة مع الحنين
أعيش تفاصيلها المؤلمة
أستغرق في طقوسها الحزينة
أحتسي أحداثها بمرارة
أبحر بين سطورها
اسافر مع كلماتها
وغالبا ما انتهي على طريق البكاء
وفي البعاد
أمارس كل انواع الموت
فأموت اختناقا
واموت رعبا
واموت حزنا
واموت غربة
واموت وحدة
واغلق كل مدن الأحلام
وازور كل مدن النهايات
وفي البعاد
يتوقف الوقت
ويتوقف سيل الأحلام
ويتوقف تدفق الفرح
ويتوقف نمو الأمل
وينقطع حبل الانتظار
وفي البعاد
أشعر بالإنكسار
بالتشتت
بالتبعثر
بالإرهاق
أشعر بالهزيمة
وأنادي الفرح بأعلى صوتي
وتفشل كل محاولاتي لاستدراك الفرح إليِّ وبعد الف حزن في بعادي عنك أدركت ان
كل الأحلام بعدك لم تعد تجدي
كل الآلام لم تعد تجدي
كل الدموع لم تعد تجدي
كل المحاولات لم تعد تجدي
كل البدايات لم تعد تجدي
كل الهمسات لم تعد تجدي
كل شئ بعد الفراق سيدي لم يعد يجدي
وسقط الحلم الجميل بيننا فاقد الوعي
وامتدت يد الوداع لتغطي رفات حلمنا العاري من الحلم
هل انتهت الحكاية حقا ؟
هل فتح الحلم النائم عينيه فتبدد امامنا كالسراب ؟
هل غربت الشمس في فصول حكايتنا للمرة الأخيرة ؟
هل أصدق أسطورة فراقك كما صدقت بالأمس أسطورة لقائك ؟
وأي درس سيلقنني أياه الفراق لو اني صدقت
وقد كان الشوق إليك أول دروس الحب للقلب الذي هام بك ؟
وأي درس سيلقنني أياه الفراق كي استذكره كل مساء
فلا أكتب اسمك في السطر الأول من رسائلي الباكية ؟
وأي قصيدة قاتلة يا سيدي سينحتها الفراق فوق جدران قلبي
كي يكف هذا القلب عن الهذيان بك
وآخر همساتي إليك سيدي صاحب الكلمات الحانية
أن لا وربي ليس قلبي هو من يبتغي عنك الرحيل
وسأظل أغمض عيني دهرا وأسكن كالحلم في مقلتيك
إلى أن تعشق بعدي
وحين تعشق بعدي
لن تكون أبدا حبيبتك المستنسخة
العاشقة الوحيدة
وألف لا لن تكون هذه آخر همساتك

المعذب فى البعاد

ودمع قلبى على فراقك

بجد

ورجعتنى للماضى

للمرور